الخميس، 29 أغسطس 2019

صناعة الغباء : كيف يمكن أن يتحول البشر إلى أغبياء؟ ( الحلقة الرابعة )


4- الإنترنت والانفصال عن الواقع

افتح موقع “جوجل” وابحث عن مصطلح “صناعة الغباء”.. عشرات الصفحات كلها تكرر نفس القصة المنسوبة إلى أينشتاين.. سوف أدع لك الفرصة لمعرفة ما هي القصة. فماذا يفعل الإنترنت بنا حتى يحولنا بمرور الوقت إلى أغبياء التصرف؟


أ /مواقع التواصل الاجتماعي وخلق النسخ المكررة

تحدث حادثة ويتم تناقلها بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تتشابه التعليقات وردود الأفعال فتشعر في النهاية أن هناك شخصًا واحدًا تم تكراره بأكثر من صورة. حاول أن تتذكر قليلًا؛ كم موقف مرَّ وشعرت أن رد الفعل تحول إلى “موضة” الكل يتبناها ويؤيدها دون تحقيق أو تأكد من صحة الحادثة أو الخبر؟ يمر قليل من الوقت لتختفي كل ردود الأفعال حتى يحين موعد ظهور حادث جديد. هذا ما يحدث طوال الوقت يتحول كل رواد المواقع إلى نسخ مكررة من نفس الشخص، تحولهم القضية أو الحادثة إلى وجوه مكررة كل منهم يرى في نفسه التفرد والتميز. التعليقات الساخرة، الدعوات، حملات موجهة ضد شخصية عامة أو مسئول كبير. بشكل أو بآخر نتحول بمرور الوقت إلى نفس الشخص في استقبال المعلومة والتعامل معها بل والشعور بها.

 ب / هدم ‹التابوهات› يتم لبناء أخرى

التمرد والتحرر هو أهم ما يميز مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، فالقديم لم يعد ذا أهمية بالنسبة لهم، والجديد محل شكوك طوال الوقت، أمر جيد  ومُنافٍ تمامًا لمفهوم الغباء ولكن في الواقع الصورة لا تنتهي إلى هذا الحد، فالهدم يأتي خطوة أولى لبناء مقدسات جديدة ومشاهير جدد وتمجيد من نوع آخر يتحرك فيه الرواد كالقطيع للدفاع عن أفكارهم ورموزهم بشكل لا إرادي.


ج /العالم الافتراضي بديلًا عن العالم الواقعي

شغلت التكنولوجيا الحديثة والإنترنت حياة الناس بشكل متفاقم بمرور الوقت، فتحولت التكنولوجيا بدلًا من وسيلة لمساعدة الناس في تسهيل حياتهم إلى الحياة ذاتها. الكل عاكف على مشاركة حياته من خلالها وتكوين التصورات والقرارات وفق الحياة عبر العالم الافتراضي، الصداقات وعلاقات الحب والزواج كلها تتم من خلال هذا العالم الافتراضي. فيتحول العالم الواقعي إلى مرحلة مؤقتة لا يهتم الفرد باكتشافها أو تحليلها وتعميق نظرته لها. ونجد ردود الأفعال التي تتسم بالبلاهة واللامبالاة والانعزال هي السمة الأبرز.

#صناعة_الغباء
دروس التنمية البشرية
Hhffnnaa92@gmail.com
ذات للتنمية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عراق

تنمية بشرية