٣- الإعلام أيضًا يجعلنا أغبياء
من المفترض أن يقوم الإعلام بدور نشر التوعية والمعرفة، فالمعلومة هي أول مدخلات العملية الفكرية والتي يتم بناءً عليها الوصول للنتائج والقرارات. فماذا يفعل الإعلام في أغلب الأوقات:-
أ/التضليل الإعلامي:-
نشر المعلومات الخاطئة أو الناقصة يؤدي إلى تشويه في العملية الفكرية، فيصل الفرد إلى نتائج خاطئة إما أن يظل ضحية التصور الخاطئ طوال الوقت أو يصل لمعلومات متضاربة فيصل به إلى حالة من التشوش بين المعلومات. ومع وجود فشل في فهم الواقع وإدراكه يلجأ كثير من الناس إلى الإيمان بالأفكار الخاطئة بدلًا من البحث وإرهاق الذهن بين معلومات متضاربة.
ب /القوالب الجاهزة:-
في أحيان كثيرة يقدم الإعلام قوالبَ جاهزةً عن رجل الدين أو البطل أو اللص أو فتاة الليل وغيرهم، يخلق النموذج ويقدمه للجمهور بشكل يحتمل التعميم فيتلقى الفرد القالب ويتصرف وفقه، دون محاولة تحليل أو تجزئة. فنجد على سبيل المثال انتشارًا لفكرة أن الملتحين إرهابيون وأن الاشتراكيين ملحدون وما إلى ذلك.
ج /خلق تصورات عن السعادة والنجاح
وذلك من خلال الإنتاج الدرامي والسينمائي، يتم تقديم نماذج عن الأشخاص الناجحين في الحياة، تفاصيل حياتهم اليومية ومستواهم المادي، تصورات عن الحب أو العلاقة بين الزوجين. هذه التصورات تنتقل لعقل المتلقي ليتم التعامل معها باعتبارها النموذج الغائي دون اعتبار لمعطيات الواقع أو قدرات الفرد الشخصية.
د /نظرية المؤامرة .. لا وقت للتفكير
دائمًا هناك عدو خلف الستار يعمل على هزيمتك، أنت رائع بما فيه الكفاية لتهدد من حولك، ولا تقع في أي أخطاء. فقط احذر أعداءك. هذا التصور الجاهز الذي يتم تقديمه طوال الوقت في الإعلام ليؤكد على أن نقد الذات من غير الضروريات. فتجد الجمهور يتناقله بصورته العامة ويطبقه في حياته اليومية، وفي أدق تفاصيل يومهم.. هناك مدير متربص أو زميل يتلاعب بك. لا داعي لتحليل الموقف والبحث عن الأسباب الحقيقية. فقط تصرف وفق هذا التصور.
ه /الأصدقاء لا يخطئون والأعداء لا يفعلون صوابًا أبدًا
يقدم الإعلام تصورات متطرفة طوال الوقت، فالبشر إما أصدقاء أو أعداء.. والشخصيات إما عظيمة أو فاشلة، وطنية أو عميلة.. لا وقت للتدقيق والتحليل الهادئ المتأني. فالحياة كذلك أبيض وأسود لا تُضِع وقتك في البحث عن ألوان وسيطة.
#صناعة_الغباء
دروس التنمية البشرية
Hhffnnaa92@gmail.com
ذات للتنمية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق