يتَّضح ما للإنترنت والوسائل الإلكترونيَّة الحديثة من مخاطر تهدِّد الإنسان في بيئته وأوضاعه وعلاقاته ونفسيَّته، بحيث يؤثّر الاستغراق فيها سلباً في نشاط الإنسان الطّبيعيّ وتفاعله السّليم مع محيطه، كما يهدّد هذا الاستغراق علاقاته الإنسانيّة والاجتماعيّة المفترض أن تتعزّز بالتّواصل المباشر والاحتكاك الطبيعيّ الدّائم.
ونحن نعلم ما لوسائل التواصل والتكنولوجيا من أهميّة في حياتنا الخاصّة والعامّة اليوم، ولا أحد ينكر ذلك، لكن أن يتحوَّل المرء إلى مستعبدٍ لهذه الوسائل، بحيث تؤثّر في سلامته النفسيَّة والصحيَّة والاجتماعيَّة، فهذا شيء لا بدَّ من الانتباه إليه ومراجعته، إذ لا بدّ للإنسان كمخلوقٍ اجتماعيّ فاعل، أن ينظّم وقته وعمله، ويترك فسحةً لنفسه ليرتاح ويفكّر ويتأمَّل في أوضاعه بما يرفع من شأنها.
ونحن نحتاج اليوم في ظلّ ما يشهده واقعنا الاجتماعيّ والإنسانيّ، إلى تفعيل الانفتاح والتّواصل الحيّ والمباشر بين مختلف شرائح المجتمع البشريّ، لما فيه من مصحلةٍ للجميع، لجهة حفظ العلاقات الإنسانيّة، وبناء الثّقة بالذّات، والتّفكير المشترك الّذي يساهم في تعزيز الواقع وحمايته والسّير به نحو الأفضل.
مصدر التَّحقيق: قناة بي بي سي العربيَّة، بتصرّف وتعليق من موقع بيّنات.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق